: العلامة التجارية الرائدة في مجال التصميم والأثاث هيرمان ميلر Herman Miller، وهي جزء من مجموعة ميلركنول MillerKnoll، اشتركت مع منصّة لوف ذات ديزاين Love That Design لتنظيم جلسة حوارية تناولت أهمية الاستدامة في البيئة المبنية. وخلال هذه الفعالية التي شهدتها صالة عرض “كوزنتينو”Cosentino في حيّ دبي للتصميم، ناقش خبراء الاستدامة والهندسة المعمارية والتصميم موارد الكوكب الآخذة في التناقص، والتصميم المستدام، وكذلك وعمليات التصنيع المبتكرة المستخدمة حالياً وكيف يمكننا جميعاً القيام بدورنا في التصميم بأقلّ حدّ من النفايات.
تناولت الجلسة الحوارية كذلك إدخال البلاستيك المرتبط بالمحيط في تصنيع مجموعة كرسي “إيرون” Aeron الشهيرة من هيرمان ميلر وإطلاق لون جديد “إيرون أونيكس” Aeron Onyx. علماً أن البلاستيك المرتبط بالمحيط، أو النفايات البلاستيكية التي تتمّ إدارتها بشكل سيء بالقرب من المجاري المائية، سيستمرّ دمجها في حلول المنتجات والتعبئة الأخرى كجزء من التزام الشركة باستخدام محتوى معاد تدويره بنسبة 50٪ في جميع المواد بحلول عام 2030.
حيث تستخدم هيرمان ميلر البلاستيك المرتبط بالمحيط في صنع حاويات الشحن القابلة للإرجاع وإعادة الاستخدام والمنسوجات ومجموعة مختارة من مكوّنات التخزين. من خلال دمج البلاستيك المرتبط بالمحيط في جميع هذه المنتجات وحلول التغليف، سوف تتمكّن هيرمان ميلر من تحويل ما قد إلى 234 طناً مترياً من البلاستيك المحيطي سنوياً، وهو ما يعادل منع قرابة 400,000 زجاجة حليب أو ما يصل إلى 23 مليون زجاجة بلاستيكية من دخول المحيط سنوياً.
وفي هذه المناسبة، قال سكوت تشارون، مدير الاستدامة وابتكار المنتجات العالمية لدى هيرمان ميلر: “تعتبر بلاستيك المحيطات مشكلة كبيرة، مشكلة حجمها 86 مليون طن متري على وجه التحديد. أي ما يعادل شاحنة نفايات بلاستيكية تُلقى في المحيط كلّ دقيقة. ونحن في هيرمان ميلر نتعامل مع هذه المسألة بشكل مباشر من خلال عضويتنا في “مجموعة نكست ويف” Next Wave Consortium وإعطاء الأولوية للبلاستيك المرتبط بالمحيطات والمحتوى المعاد تدويره في المنتجات الجديدة والحالية “.
حيث أن البلاستيك المرتبط بالمحيط هو مادة بلاستيكية لم تجد طريقها إلى المحيط بعد، وتصنّف على أنها “نفايات أسيئت إدارتها”. وهذا هو البلاستيك الذي لم يتمّ جمعه، ومن غير المرجّح أن يتمّ جمعه، والمنتشر ضمن نطاق 50 كيلومتراً من الساحل. وتشمل الأمثلة الشائعة للبلاستيك المحيطي، الزجاجات البلاستيكية، والغالونات، وأغطية الزجاجات والحاويات، ومعدّات الصيد.
وأضاف تشارون: “في هيرمان ميلر، نهدف إلى الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة، وفي ما يتعلّق بابتكار المنتجات الجديدة فإننا نركّز كثيراً على منهجية التصميم الأحيائي “من المهد إلى المهد” Cradle-to-Cradle، والتي تتضمّن التعمّق في الكيميا، والنظر في إمكانية إعادة التدوير والتأكّد من أن لدينا نظام حلقة مغلقة.”
كما صرّح ماركوس بيش، المدير العام لدى سمرتاون إنتيريورز Summertown Interiors: “ثمة حماس كبير بشأن الاستدامة وغالباً ما أقابل أشخاصاً متشابهين في التفكير يرغبون في إنشاء أكبر قدر من الشراكات في هذا الشأن. لذا فنحن نشهد بالتالي الكثير من التقدّم، ولكن لا يزال الطريق أمانا طويلاً، ومن خلال العمل معاً، يمكننا المضيّ قدماً “.
واتفق كلّ من بن أشتون، الشريك في BDP، ونور طوبيا، كبير مصممي الديكور الداخلي في “جنسلر” Gensler، على أن المنطقة على وشك أن تشهد تغييرات كبيرة في مجال الاستدامة. أضافت ليندسي مالكولم، المديرة المساعدة في AESG، ودينا ستوري، مديرة الاستدامة في إكسبو 2020 دبي، على أنه يجب أن يتغيّر المنظور في القطاع بشكل عام.
ومن جهة أخرى، ستايسي ستيوارت، المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى هيرمان ميلر، أشارت إلى الموضوع بشكل شامل فقالت: “لقد بدأنا في إدخال البلاستيك المرتبط بالمحيط في تصنيع منتجاتنا، ولكن كلما زاد عدد الشركات المصنّعة التي يمكننا تشجيعها على تبنّي هذه الاستراتيجية، كان ذلك أفضل، لكي نعزّز بالتالي سلاسل التوريد هذه التي توفّر البلاستيك المرتبط بالمحيطات ونزيدها قوّة “.
وخلُصَت الجلسة الحوارية في النهاية إلى ضرورة انتهاز جميع المشاركين في المشروع كلّ فرصة ممكنة للتثقيف والمشاركة. علاوة على أهمية الشفافية التي يجب أن يتحلّى بها المصنّعون والمقاولون قدر الإمكان، وكذلك التجاوب من قبل العملاء والمصمّمين. فإذا كانت التكلفة تمثّل مشكلة، فإن تناول هذه المسألة بشكل مبكّر سيساعد في موازنة المقايضات بدلاً من الاتجاه إلى الانتقاص عن أي جوانب مستدامة.